الأحد، 2 فبراير 2014

لماذا تُغفَل هذه الفضائل ؟



        لماذا تُغفَل هذه الفضائل ؟  







                                  

لا ندري لماذا 
لم نقرأ في العقود الأخيرة في كتب معظم المسلمين فضائل أهل البيت النبويّ الطاهر ؟! ولم نسمع من معظم متكلّميهم وخطبائهم ومحاضريهم مناقب آل الرسول صلّى الله عليه وعليهم ؟! حتّى نشأت أجيالٌ وأجيال لا تعرف شيئاً عن شؤون أهل بيت الوحي والرسالة، كما لا تعرف عن عقائد محبّيهم ومُواليهم إلاّ الطعنَ والتشكيك والتُّهمة بأنّهم أصحاب غلوٍّ ومبالغة؛ لأنّهم ينسبون إلى أئمّتهم ما لا يصحّ إلاّ في الأنبياء والمرسلين سلامُ الله عليهم أجمعين!
وهذا ما يضطرّنا ـ أيّها الإخوة الأكارم ـ إلى أن نرجع إلى أصول المصادر والمراجع وطرق الروايات التي وردت في كتب المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومشاربهم، لتقرّ الأجيال المتأخّرة أنّ الذي يخشونه ويتّهمونه بالشرك والغلوّ كان قد دُوّن في عيون كتب المسلمين كافّة، ولم يكن من علماء الأمّة مَن شكّك أو نفى أو أفتى بحرمته وخلافه، إلاّ ما أخذنا نسمعه قبل قرن أو قرنين من أصحاب القياسات الضالّة والآراء المضلّة، وإلاّ لو رجع الناس إلى الأصول لوجدوها صادعةً بالفضائل العليا والمناقب العظمى لأهل البيت عليهم السلام، خصّتهم دون غيرهم من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وتلك مفخرة للمسلمين لو كانوا يعتزّون بإسلامهم، ويتباهَون به بين الأمم.
هذا نزر من المصاديق
 روى الحافظ الحاكم الحسكاني الحنفي في ( شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 407:1 ) عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « كلُّ حَسَبٍ ونَسَبٍ يومَ القيامة منقطع، إلاّ حَسَبي ونَسَبي، إن شئتم فاقرؤوا:  فإذا نُفِخَ في الصُّورِ فلا أنسابَ بينَهم يومئذٍ ولا يَتَساءلُون  [ سورة المؤمنون:101 ].
وروى بعد ذلك عنه أنّه قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطع غيرَ سببي ونسبي ».
 وبسنده روى الواسطي ابن المغازلي الشافعي في ( مناقب عليّ بن أبي طالب:108 / ح 150 ـ ط طهران المكتبة الإسلاميّة ) عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « كلُّ سببٍ ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ ما كان مِن سببي ونسبي ».
وعلى الصفحة ( 110 ) روى ابن المغازلي بسنده عن عمر أيضاً قوله: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « كلُّ سببٍ ونسبٍ وصهرٍ منقطع [ يوم القيامة ]، إلاّ نسبي وصهري، فإنّهما يأتيانِ يوم القيامة يشفعان لصاحبهما » / ح 153.
 وفي ( كنز العمّال 235:16 ـ ط حيدرآباد الدكن ) روى المتّقي الهندي عن عمر كذلك قوله: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « كلُّ سبب ونسب منقطعٌ يوم القيامة خلا سببي ونسبي، وكلُّ وُلدٍ فإنّ عُصبتهم لأبيهم خلا وُلد فاطمة، فإنّي أنا أبوهم وعصبتهم » ( وبهذه الألفاظ أو ما يقربها ومعانيها ورى الصنعاني في: المصنَّف 163:6 ـ ط بيروت، والعسقلاني الشافعي في: تلخيص التحبير 143:3 ـ ط القاهرة، وشاه ولي الحنفي الدهلوي في: إزالة الخفاء 68:2 ـ ط كراتشي، وإبراهيم المدني السمهودي الشافعي في: الإشراف على فضل الأشراف:48 ـ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق.. وغيرهم ).
 وكتب المتّقي الهندي في ( كنز العمّال 88:13 ـ ط حيدر آباد الدكن بالهند ): رُوي من طريق الروياني والطبراني وابن عساكر عن محمّد بن كعب القَرَظي، عن العبّاس بن عبدالمطّلب عمّ النبيّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ما بالُ أقوامٍ يتحدّثون، فإذا رأوا الرجلَ مِن أهل بيتي قطعوا حديثهم! والذي نفسي بيده، لا يدخل قلبَ امرئٍ الإيمانُ حتّى يُحبَّهم لله ولقرابتهم منّي ».
وفي رواية ولي الله اللكهنوي في ( مرآة المؤمنين:18 ): « والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتّى يُحبَّني، ولا يحبُّني حتّى يُحبَّ ذوي قرابتي فأقامهم مقام نفسه » ( روى ذلك أو قريباً منه: ابن شيرويه الديلمي في: فردوس الأخبار ـ كما في: المناقب لعبدالله الشافعي:12 ـ من المخطوطة، والشيخ القندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة لذوي القربى:231 ـ ط إسلامبول، والبدخشي في: مفتاح النجا في مناقب آل العبا:10 ـ من المخطوطة، والحضرمي الشافعي في: رشفة الصادي:46 ـ ط القاهرة، والنبهاني في: الشرف المؤبَّد:74 ـ ط مصر، وغيرهم ).
 وفي ( مقتل الحسين عليه السلام 83:2 ـ ط النجف الأشرف ) روى الخوارزمي الحنفي بإسناده، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « اشتدّ غضبُ الله وغضب رسوله على من أهرق دمي وآذاني في عترتي » ( رواه أيضاً: ابن حجر الهيتمي في: الصواعق المحرقة:184 ـ ط عبداللطيف بمصر، والحافظ السيوطي الشافعي في: إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت ـ المطبوع بهامش: الإتحاف للشبراوي الشافعي:115 ـ ط مصطفى الحلبي بمصر، والبدخشي في: مفتاح النجا:11 ـ من المخطوطة، وابن الصبّان المصري الشافعي في: إسعاف الراغبين ـ المطبوع بهامش: نور الأبصار للشبلنجي الشافعي:126 ـ ط مصر، وابن المغازلي الشافعي في: مناقب عليّ بن أبي طالب، وعبدالرؤوف المناوي الشافعي في: كنوز الحقائق:17 ـ ط بولاق بمصر، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:183 ـ ط إسلامبول، وغيرهم ).
 ومن طريق الديلمي عن الإمام عليّ عليه السلام، روى المتقي الهندي في ( كنز العمّال 86:13 ـ ط حيدرآباد ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « أوّل مَن يَرِد علَيّ الحوضَ أهلُ بيتي.. ».
 وعن أبي سعيد الخُدْري، روى الهيثمي الشافعي في ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 88:1 ـ ط القدسي بالقاهرة )، والسيوطي في ( إحياء الميت ـ بهامش: الإتحاف:118 ـ ط الحلبي بمصر )، والقندوزي في ( ينابيع المودّة:273 ـ إسلامبول )، والحضرمي في ( رشفة الصادي:11 ـ ط مصر )، والخوارزمي في ( مقتل الحسين عليه السلام 97:2 ـ ط الغري )، والسمهودي المدني الشافعي في ( الإشراف على فضل الأشراف:35 ـ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق )، وغيرهم أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّ لله عزّوجلّ ثلاث حرمات، فَمَن حَفِظهنّ حَفِظ الله تعالى دينَه ودنياه، ومَن لم يحفظهنّ لم يحفظِ اللهُ دنياه ولا آخرته »، قال الخُدْري: قلت: وما هنّ يا رسول الله ؟ قال: « حرمة الإسلام، وحرمتي، وحرمة رحمي » ( أخرجه الطبراني في: المعجم الكبير والأوسط، والحاكم النيسابوري الشافعي في: المستدرك على الصحيحين، ورواه غيرهم ).
 وكتب نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي الشافعي في ( مجمع الزوائد 163:9 ـ ط مكتبة القدسي في القاهرة ): عن عبدالله بن عمر بن الخطّاب قال: آخِرُ ما تكلّم به رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أُخلُفوني في أهل بيتي ». رواه الطبراني في ( المعجم الأوسط ). قال المناوي الشافعي في ( فيض القدير 274:1 ـ ط القاهرة ): أي كونوا خلفائي ـ في أهل بيتي ـ: عليٍّ وفاطمة وابنَيهما عليهم السلام وذريّتهما، فاحفَظُوا حقّي فيهم، وأحسنوا الخلافة عليهم بإعظامهم واحترامهم ونصحهم ( أي الإخلاص لهم ) والإحسان إليهم وتوقيرهم.. قال: وحكى لي شيخنا قاضي القضاة يحيى المناوي أنّ شيخه الشريف الطباطبائي كان بخلوته بجامع عمرو بمصر، فتسلّط عليه تركيّ يُسمّى ( قرقماش الشعباني ) وأخرجه منها، فقال له رجل: رأيتُك الليلة بين يدي الرسول صلّى الله عليه وآله وهو ينشدك هذين البيتين:
يا بَني الزهراءِ والنورِ الذي
ظنّ موسى أنّه نـارُ قَبَـسْ
لا أُوالي الدهرَ مَن عاداكـمُ
إنّه آخِرُ سطرٍ في « عَبَسْ »
وآخر سطر، أو آخر آية في السورة المباركة عبس هي قوله تعالى:  أُولئك همُ الكفَرةُ الفَجَرة ، وهم أعداء أهل البيت عليهم السلام.
وقد روى الحديث الشريف: « أُخلُفُوني في أهل بيتي » أيضاً: الحافظ السيوطي في ( إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت:46 / ح 17، تحقيق الشيخ كاظم الفتلي، نشر: معاونية العلاقات الدوليّة في منظّمة الإعلام الإسلامي ـ طهران سنة 1408 هـ / 1988 م )، وكذا في ( الجامع الصغير 41:1 ـ ط مصر )، والبدخشي في ( مفتاح النجا:10 ـ من المخطوطة )، والقندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة:41 ـ ط إسلامبول )، وباكثير الحضرمي الشافعي في ( وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل:60 ـ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق )، والسمهودي الشافعي في ( الإشراف على فضل الأشراف:35 ـ من نسخة المكتبة الظاهرية ) وفيه: « أُخلفوني في أهل بيتي خيراً ».
 وفي ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى:17 ـ ط مكتبة القدسي بمصر ) روى محبّ الدين الطبري الشافعي عن أنس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « نحن أهلُ بيتٍ لا يُقاس بنا أحد » ( رواه أيضاً: المتقي الهندي في: كنز العمّال 90:13 ـ ط حيدرآباد الدكن، والمناوي في: كنوز الحقائق:165 ـ ط بولاق بمصر، والقندوزي في ينابيع المودّة:178 و 181 ـ ط إسلامبول، وغيرهم ).
 وعن عبدالله بن عبّاس روى الحضرمي في ( وسيلة المآل:59 ـ من المخطوطة ) أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « في كلِّ خَلَفٍ من أمّتي عُدول مِن أهل بيتي، يَنفُون عن هذا الدين تحريفَ الغالين، وانتحال المُبْطلين، وتأويل الجاهلين. ألا وإنّ أئمّتكم وفدُكم إلى الله عزّوجلّ فانظروا مَن تُوفِدون ».
 ورُوي عنه صلّى الله عليه وآله قوله: « مَن حَفِظني في أهل بيتي فقد اتّخذ عند الله عهداً » ( رواه: السمهودي الشافعي في: الإشراف على فضائل الأشراف:38 ـ من نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق، وباكثير الحضرمي في: وسيلة المآل:60 ـ من المخطوطة، واللكهنوي في: مرآة المؤمنين:14، والمحبّ الطبري في: ذخائر العقبى:18 ـ ط القدسي بالقاهرة، والقندوزي في: ينابيع المودّة:192 ـ ط إسلامبول، والحضرمي في: رشفة الصادي:89 ـ ط مصر، وغيرهم ).
 وقال صلّى الله عليه وآله: « شفاعتي لأمّتي مَن أحبَّ أهل بيتي، وهم شيعتي » ( رواه: الخطيب البغدادي في: تاريخ بغداد 146:2 ـ ط القاهرة، والسيوطي في: إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت:61 / ح 41 وكذا في: الجامع الصغير 49:2 ـ ط مصر، والبدخشي في: مفتاح النجا.. وغيرهم. فيما رواه المناوي الشافعي في: كنوز الحقائق:87 هكذا: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « شفاعتي لأمّتي مِن أهل بيتي » ).
 وعن عبدالله بن بدر عن أبيه، روى الزرندي الحنفي في ( نظم درر السمطين:231 ـ ط القضاء ) أن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « مَن أحبّ أن يُبارَكَ له في أجَله، وأن يُمتّعه الله بما خَوّلَه، فَلْيَخْلُفْني في أهلي خلافةً حسنة، فمَن لم يَخْلُفنْي فيهم بُتِك عُمره ( أي قُطع )، وورد علَيّ يوم القيامة مُسْوَدّاً وجهُه! ( رواه البدخشي في: مفتاح النجا:10 ـ من المخطوطة، والحضرمي في:رشفة الصادي:89 ـ ط مصر، وكذا في: وسيلة المآل:57 ـ من نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق، وابن حجر المكّي الشافعي في: الصواعق المحرقة ـ ط عبداللطيف بمصر، وفيه قوله صلّى الله عليه وآله: « مَن أحبَّ أن يُنسَأَ في أجَله ( أي يُؤخَّر )، وأن يُمتَّع بما خوّله الله، فَلْيَخْلُفْني في أهلي خلافةً حسنة، فمَن لم يَخلفني فيهم بُتر عُمره، وورد علَيّ يوم القيامة مسودّاً وجهه! ». كذلك رواه الخوارزمي الحنفي في: مقتل الحسين عليه السلام 85:2، ثمّ قال معلّقاً عليه: فكان كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله، فإنّ يزيد بن معاوية لم يُخلفْه في أهله خلافةً حسنة، فبُتِك عمره، وما بقيَ بعد الحسين عليه السلام إلاّ قليلاً، وكذلك عبيدالله بن زياد لعنهما الله. ورواه السمهودي الشافعي في: الإشراف على فضل الأشراف:35 ـ من نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق ).
 ومن طريق الجعابي، روى الحضرمي الشافعي في ( رشفة الصادي:60 ـ ط مصر ) والقندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة:397 ـ ط إسلامبول )، والسمهودي الشافعي في ( الإشراف على فضل الأشراف:81 ـ من نسخة المكتبة الظاهرية )، وغيرهم، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « مَن آذاني في عترتي فعليه لعنةُ الله ».
 وكتب الحافظ السيوطي الشافعي في ( إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت ـ بهامش: الإتحاف:111 ـ ط الحلبي بمصر ): أخرج ابن عَدِي، والبيهقيّ في ( شُعب الإيمان ) عن عليٍّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن لم يعرف حقَّ عترتي والأنصار، فهو لإحدى ثلاث: إمّأ منافق، وإمّا لِزنية، وإمّا لغير طهور » يعني حمَلَته أمّه على غير طُهر ـ أي لحيضة! ( رواه كذلك عنه وعن غيره: الهيتمي المكّي الشافعي ابن حجر في: الصواعق المحرقة:231 ـ ط عبداللطيف بمصر، والبدخشي في: مفتاح النجا، والزرندي في: نظم درر السمطين:233 ـ ط القضاء، والحضرمي في: وسيلة المآل:64 ـ من نسخة المكتبة الظاهريّة ).
 وروى القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة:247 ـ ط إسلامبول ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « يا عليّ، إنّ الله تعالى أشرَفَ على الدنيا فاختارني على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الثالثة فاختار الأئمّة من وُلدك على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين » ( رواه أيضاً: السيّد علي الهمداني في: مودّة القربى:41 ـ لاهور بالهند ).
 وفي ( المستدرك على الصحيحين 150:3 ـ ط حيدرآباد الدكن ) روى الحافظ الحاكم النيسابوري الشافعي بسندٍ طويل ينتهي إلى أبي سعيد الخُدري أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « والذي نفسي بيده، لا يُبغضنا أهلَ البيت أحدٌ إلاّ أدخَلَه اللهُ النار »، قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ( ورواه: الزرندي في: نظم درر السمطين:106 ـ ط القضاء، والذهبي الشافعي في تاريخ الإسلام 90:2 ـ دار المعارف بمصر، والسيوطي في: الخصائص الكبرى 266:2 ـ ط حيدرآباد الدكن، وابن حجر المكّي في: الصواعق المحرقة:237 ـ ط عبداللطيف بمصر، والسيّد أحمد زيني دحلان الشافعي في: السيرة النبويّة ـ المطبوع بهامش: السيرة الحلبيّة 333:3 ـ ط مصر، وولي الله اللكهنوي في: مرآة المؤمنين:6، وفيه زيادة: « ومَن أبغَضَ أهل البيت فهو منافق! ».
 وروى ثلاثة من علماء السنّة، هم: خير الدين أبو البركات نعمان الآلوسي في ( غالية المواعظ 94:2 ط دار المحمّديّة بمصر )، والشيرازي في ( كفاية الخصام:360 ـ ط طهران )، والحضرمي الشافعي في ( رشفة الصادي:24 ـ ط مصر ) أنّ الواحدي في ( أسباب النزول ) في ظلّ قوله تعالى:  وقِفُوهم إنّهم مسؤولون  [ الصافّات:24 ] قال: أي مسؤولون عن ولاية عليٍّ وأهل بيته.
هكذا استفادوا ممّا رواه أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في روايةٍ مفصّلة فيها: يقول الله تعالى يومَ القيامة:  وقِفُوهم إنّهم مسؤولون  عن ولاية عليّ وحبِّ أهل البيت. وهذا المعنى ورد مراراً وتكراراً على لسان رسول الله صلّى الله عليه وآله.
 وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « حبُّ آل محمّد يوماً خيرٌ من عبادة سنة، ومَن مات عليه دخل الجنّة » ( مودّة القربى للهمداني:36 ـ ط لاهور، مفتاح النجا للبدخشي، ينابيع المودّة للقندوزي:397 ـ ط إسلامبول، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار للشبلنجي الشافعي:105 ـ ط مصر، رشفة الصادي للحضرمي:44 ـ ط القاهرة، وغيرها من المصادر ).
 وقال صلّى الله عليه وآله: « أدِّبوا أولادكم، الزَمُوا مودّتَنا أهل البيت، فإنّه مَن لقيَ اللهَ عزّوجلّ وهو يَوَدُّنا دخل الجنّة بشفاعتنا. والذي نفسي بيده، لا ينفع عند الله عملُه إلاّ بمعرفة حقّنا » ( مرآة المؤمنين للشيخ وليّ الله المولوي اللكهنوي:4 ).
 ورُوي قوله صلّى الله عليه وآله: « الويلُ لظالمي أهلِ بيتي! عذابُهم مع المنافقين في الدَّرْك الأسفل من النار، لا يُفتَّر عنهم ساعة، ويُسقَون مِن عذاب جهنّم، فالويل لهم من العذاب الأليم! » ( رواه الخوارزمي في: مقتل الحسين عليه السلام 83:2 ـ ط الغري، والقندوزي في: ينابيع المودّة:261 ـ ط إسلامبول، والحضرمي في: رشفة الصادي:60 ـ ط مصر، وغيرهم ).
 وعن عبدالله بن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن أراد التوكّلَ على الله فَلْيُحبَّ أهل بيتي، ومَن أراد أن يَنجوَ مِن عذاب القبر فَلْيُحبَّ أهل بيتي، ومَن أراد الحكمة فليُحبَّ أهل بيتي، ومَن أراد دخول الجنّة بغير حسابٍ فَلْيُحبَّ أهل بيتي؛ فَوَاللهِ ما أحبّهم أحدٌ إلاّ رَبِح الدنيا والآخرة » ( مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الحنفي 59:1 ـ الغري، ورواه: أبوبكر بن مؤمن الشيرازي في: الاعتقاد 296 ـ ط القاهرة، والقندوزي في: ينابيع المودّة:263 ـ ط إسلامبول، والهمداني في: مودّة القربى:116 ـ ط لاهور ).
 ورُوي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « مَن أحبَّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصمَ بحبل الله المتين، فَلْيُوالِ عليّاً بعدي، وليُعادِ عدوَّه ولْيَأْتَمَّ بالأئمّة الهداة مِن وُلده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحججُ الله على خَلْقه بعدي، وساداتُ أمّتي، وقُوّاد الأتقياء إلى الجنّة، حزبُهم حزبي وحزبي حزب الله، وحزبُ أعدائهم حزب الشيطان » ( ينابيع المودّةللشيخ القندوزي الحنفي:258 و 445 ـ ط إسلامبول، ومودّة القربى للسيّد علي الهمداني:96 ـ ط لاهور ).
 كذلك رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « مَن أراد التوسّل إليّ، وأن يكونَ له عندي يدٌ أشفع له بها يومَ القيامة، فَلْيَصِلْ أهلَ بيتي، ويُدخِلِ السرور عليهم » ( بغية المسترشدين للسيّد عبدالرحمان با علوي الحضرمي:296 ـ ط مصر، وينابيع المودّة للقندوزي:278 ـ ط إسلامبول، ومفتاح النجا للبدخشي:109 ـ من المخطوطة، والشرف المؤبّد للنبهاني:85 ـ ط مصر، وغالية المواعظ ومصباح المتّعظ والواعظ 95:2 ـ ط القاهرة لخير الدين نعمان الآلوسي، والإشراف على فضل الأشراف للسمهودي الشافعي:96 ـ من نسخة المكتبة الظاهريّة في دمشق، أو نسخة المكتبة الأحمديّة في حلب ).
 ورَوَوا عن عائشة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « ستّةٌ لعَنَهم الله تعالى وكلُّ نبيٍّ مُجاب الدعوة: الزائدُ في كتاب الله، والمكذِّب بقدر الله سبحانه، والمتسلّط بالجبروت ليُذلَّ مَن أعزّ اللهُ أو يُعِزَّ مَن أذلَّ اللهُ سبحانه، والمستحلُّ من عترتي ما حرّم الله، والتارك لسنّتي » ( رواه الحافظ السيوطي الشافعي في: إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت ـ بهامش: الإتحاف:116 ـ ط مصطفى الحلبي بمصر، والهيثمي الشافعي في: مجمع الزوائد 176:1 ـ ط مكتبة القدسي في القاهرة، والطبراني في: المعجم الكبير:148 ـ ط جامعة طهران، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:277 ـ ط إسلامبول، والحضرمي الشافعي في: رشفة الصادي:60 ـ ط مصر، وكذا في: القول الفصل 460:1 ـ ط جاوا، والأزرقي المكّي ـ ت 263 هـ ـ في: أخبار مكّة 125:2 ـ ط دار الثقافة بمكّة المكرّمة، وولي الله اللكهنوي في: مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيّد المرسلين:7، وغيرهم. قال السيوطي في: إحياء المَيْت: ـ أخرجه الترمذي، والحاكم النيسابوري، والبيهقي في: شُعَب الإيمان، عن عائشة. ورواه الهيثمي من طريق الطبراني في: المعجم الكبير، وابن حِبّان في صحيحه ).
 وكتب السمهودي الشافعي في ( الإشراف على فضل الأشراف ): أخرج ابن المؤيَّد في كتاب ( المناقب ) فيما نقله أبو الحسن السفاقسي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ونحن جلوسٌ ذات يوم: « والذي نفسي بيده، لا يزول قَدَمٌ عن قدمٍ يوم القيامة حتّى يسأل اللهُ الرجلَ عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله مِمَّ اكتسبه وفيم أنفقه، وعن حبِّنا أهلَ البيت »، فقال له عمر: يا نبيَّ الله، ما آية حبّكم ؟ فوضع النبيُّ يده على رأس عليٍّ وهو جالس إلى جانبه وقال: « آية حبّي حبُّ هذا مِن بعدي » أخرجه جملة، منهم: الترمذي عن أبي بردة الأسلميّ، وقال: حَسَن.
 وعن عبدالرحمان بن أبي ليلى الأنصاري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لا يُؤمن عبدٌ حتّى أكونَ أحَبَّ إليه من نفسه، وتكونَ عترتي أحبَّ إليه من عترته، ويكونَ أهلي أحبَّ إليه من أهله، وتكونَ ذاتي أحبَّ إليه من ذاته ». أخرجه البيهقي في ( شُعب الإيمان )، وأبو الشيخ في ( العظمة الثواب )، والديلمي في ( مسنده ). ورواه عن ( المعجم الكبير ) و ( المعجم الأوسط ) للطبراني: أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن سليمان المغربي المالكي في ( جمع الفوائد:18 ـ ط المدينة المنوّرة )، وابن المغازلي الشافعي في ( مناقب عليّ بن أبي طالب )، والزرندي في ( نظم درر السمطي:233 ـ ط القضاء )، والهيثمي في ( مجمع الزوائد 88: ـ ط القدسي بالقاهرة )، وابن الصبّان المصري الشافعي في ( إسعاف الراغبين ـ بهامش: نور الأبصار:123 ـ ط مصر )، والشبلنجي في ( نور الأبصار:105 ـ ط مصر )، والحضرمي في ( رشفة الصادي:46 ـ ط مصر )،’ والقندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة:271 ـ ط إسلامبول )، وغيرهم.
 وعن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري، روى العسقلاني الشافعي في ( لسان الميزان 380:5ـ ط حيدرآباد الدكن ) أنّه قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « لكلِّ شيءٍ أساس، وأساسُ الدينُ حبُّنا أهلَ البيت ».
ـ رواه الكشفي الحنفي في ( المناقب المرتضويّة:100 ـ ط بمبئي ) بهذا النص: « لكلِّ شيءٍ أساس، وأساسُ الدين حبُّ أهل بيتي ».
ـ كذا رواه المتقي الهندي في ( كنز العمّال 90:13 ـ ط حيدرآباد الدكن ) في ضمن حديث آخره: « وأساسُ الإسلام حبّي وحبُّ أهل بيتي ».
 وفيما كتبه محبّ الدين الطبري الشافعي في ( ذخائر العقبى:18 ـ ط مكتبة القدسي بالقاهرة ): رُوي عن عبدالعزيز قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إستَوصُوا بأهل بيتي خيراً، فإنّي أُخاصمكم عنهم غداً، ومَن أكُنْ أنا خصيمَه أخصِمْه، ومَن أخصِمه دخل النار » ( رواه كذلك: العلوي الحضرمي في: رشفة الصادي:89 و 273 ـ ط مصر، وابن حجر الهيتمي في: الصواعق المحرقة:228 ـ ط عبداللطيف بمصر، والشبلنجي الشافعي في: نور الأبصار:105 ـ ط العامرة بمصر، وباكثير الحضرمي الشافعي في: وسيلة المآل: 60 ـ من نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:373 ـ ط إسلامبول، والسمهودي في: الإشراف:31 ـ من نسخة المكتبة الظاهرية، وولي الله اللكهنوي في: مرآة المؤمنين:14، والأمرتسري الحنفي في: أرجح المطالب:341 ـ ط لاهور بالهند ).
 وعن الصحابي جرير بن عبيدالله البجلي رُوي هذا الحديث النبويّ الشريف، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
ـ « مَن مات على حُبِّ آل محمّدٍ مات شهيداً.
ـ ومن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات مغفوراً له.
ـ ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات تائباً.
ـ ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات مؤمناً مُستكمِل الإيمان.
ـ ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ بشّره مَلَك الموت بالجنّة، ثمّ منكَرٌ ونكير.
ـ ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ يُزَفّ إلى الجنّة كما تُزَفّ العروس إلى بيت زوجها.
ـ ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّد فُتح له في قبره بابانِ إلى الجنّة.
ـ ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ جعل اللهُ زوّارَ قبره ملائكةَ الرحمة.
ـ ألاّ ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات على السُّنّة والجماعة.
ـ ألا ومَن مات على بُغض آل محمّدٍ جاء يومَ القيامة مكتوباً بين عينَيه: آيسٌ من رحمة الله!
ـ ألا ومَن مات على بُغض آل محمّدٍ مات كافراً!
ـ ألا ومَن مات على بُغض آل محمّدٍ لم يَشُمَّ رائحة الجنّة ! ».
رواه: ـ الثعلبي في تفسيره: الكشف والبيان.
ـ ابن الصبّاغ المالكي في: الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة:110 ـ ط الغري.
ـ ابن المغازلي الشافعي في: مناقب عليّ بن أبي طالب.
ـ النبهاني في: الشرف المؤبَّد لآل محمّد:74 ـ ط مصر.
ـ الصفوري الشافعي في: نزهة المجالس 222:2 ـ ط القاهرة.
ـ وكذا في: المحاسن المجتمعة:189 ـ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق.
ـ الزمخشري في: تفسيره الكشّاف 403:3 ـ مصر.
ـ أبوبكر العلوي الحضرمي في: رشفة الصادي:45 ـ ط إسلامبول.
ـ محمّد خواجه بارسا البخاري في: فصل الخطاب ـ على ما في: ينابيع المودّة:399.
ـ الحمويني الجويني الشافعي في: فرائد السمطين.
ـ ابن حجر الهيتمي الشافعي في: الصواعق المحرقة:203 ـ ط عبداللطيف بمصر.
ـ ابن حجر العسقلاني الشافعي في: الكافّ الشافّ:145 ـ ط مصطفى محمّد بمصر.
ـ وكذا في: لسان الميزان 450:2 ـ ط حيدرآباد الدكن.
ـ ابن الفوطي في: الحوادث الجامعة:153 ـ ط بغداد.
ـ با كثير الحضرمي الشافعي في: وسيلة المآل:199 ـ من المخطوطة.
ـ الأمرتسري الحنفي في: أرجح المطالب:320 ـ ط لاهو.
ـ حسن بن المولوي الدهلوي في: تجهيز الجيش:13.
ـ السيّد علي الهمداني في: مودّة القربى:117 ـ ط لاهور.
ـ محمّد مبين الهندي الحنفي في: وسيلة النجاة:51 ـ ط كلشن فيض في لكهنو.
ـ ولي الله اللكهنوي في: مرآة المؤمنين:5.
ـ السمهودي الشافعي في: الإشراف على فضل الأشراف ـ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق.
ـ العيني الحيدرآبادي في: مناقب علي:50 ـ ط أعلم بريش.
ـ وغيرهم، مثل: السوسي في: الدرّة الخريدة 211:1 ـ ط بيروت، وتوفيق أبو علم في: أهل البيت:49 ـ ط السعادة بالقاهرة، وفيه: « ومَن مات على بُغض آل بيتي فلا نصيبَ له في شفاعتي ».
تَساؤلٌ مُحِقٌ
أين يا تُرى مواقف الصحابة من هذه الأحاديث الشريفة التي أوردوها بألسنتهم، وأحياناً عن آذانهم، ووثّقها أتْباعُهم ومُوالوهم، ونقلها رواتهم ؟! وهي صادعةٌ بأنّه لم يَرِد في غير أهل البيت عليهم السلام مثلُ هذه الفضائل ولا حتّى ما يقرب منها أبداً، وصادعة بأنّ هذه المناقب هي خصائص ومزايا أهل البيت وحدهم دون غيرهم، وهي فضائل عُليا وفضلى لا يُدانيها أحد، فحقَّ لنا أن نزورهم بالزيارة الجامعة الكبيرة التي نخاطبهم فيها بهذه العبارات الشريفة: « فبَلغَ اللهُ بِكُم أشرفَ مَحلِّ المكرَّمين، وأعلى منازلِ المقرَّبين، وأرفعَ درجاتِ المُرسَلين، حيثُ لا يَلحقُه لاحق، ولا يَفوقُه فائق، ولا يَسبِقُه سابق ولا يطمعُ في إدراكهِ طامع.. » ( عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق 275:2 / ح 1 ـ الزيارة مرويّة عن الإمام الهادي عليه السلام ).