السَّقِيفَةُ وَفَدَكْ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323 هـ
اصدار
مكتبة نينوى الحديثة
طهران ناصر خسرو ـ مروي
تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
( 1 )
السَقّيفة وفَدكُ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323هـ
رواية
عز الدين عبدالحميد بن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 656
تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
1
فأبوا أبا وهب ولـو أذنـوا * لقرنت بين الشفــع والوتر
كفوا عنانك إذ جريت ولـو * تركوا عنانك لم تزل تجري

ومجّ الخمر في سنن المصلي * ونادى والجميـع الى افتراق
أزيدكـم على أن تحمدونـي * فما لكم ومالي من خلاق (1)


____________
(1) ابن أبي الحديد 17 : 229 ـ 23 .
(2) الادم : الاسمر .
(3) الخميصة : كساء أسود مربع له علمان .
قالوا : رأينا الوليد وهو سكران من خمر شربها ، وهذا خاتمه أخذناه من يده وهو لا يعقل : فأرسل عثمان الى علي عليه السلام فأخبره ، فقال : أرى ان تشخصه ، فإذا شهدوا عليه بمحضر منه حددته ، فكتب عثمان الى الوليد ، فقدم عليه ، فشهد عليه أبو زينب ، وأبو مورع ، وجندب الأزدي ، وسعد بن مالك الأشعري ، فقال عثمان ، لعلي عليه السلام : قم يا أبا الحسن فأجلده ، فقال علي عليه السلام للحسن ابنه ، قم فاضربه ، فقال الحسن : مالك ولهذا ، يكفيك غيرك ، فقال علي لعبد الله بن جعفر : قم فاضربه ، فضربه بمخصرة (1) فيما سير له رأسان ، فلما بلغ أربعين قال : حسبك (2).


____________
(1) المخصرة : ما اختصره الانسان بيده فأمسكه من عصا مقرعة أو عكازة .
(2) ابن أبي الحديد 17 : 232 . الكامل 3 : 106 .
(3) ابن أبي الحديد 17 :232.
فاني أجد اليوم نشاطا ، وشممنا منه رائحة الخمر ، فضرب عثمان الرجل ، فقال الناس : عطلت الحود وضربت الشهود (1).

وعزف قنيات علينا غراف



____________
(1) ابن أبي الحديد 17 : 233.
(2) ابن أبي الحديد 17 : 233 .
(3) ابن أبي الحديد 17 : 233 .
أربعين ، وكملها عمر ثمانين ، وكل سنة (1).


ناعـجات والبـيت بيت أبي وهــ * ـب خلاء تحـن فيــه الشمـال
يعرف الجاهل المـضلـل أن الــد * هـر فيــه النكراء والزلــزال
ليـت شعري كذاكم العهـد أم كــا * نوا أناســا كمن يزول فزالــوا
بـعـدما تـعـلميـن يا أم عمـرو * كــان فــيه عــزلنا وجـمال
ووجــوه تـودنا مـشــرقـات * ونــوال إذا أريــد النـــوال
أصبح البـيـت قد تـبـدل بالحي * وجوها كـأنـهــا الأقـيـال (4)
كل شيء يحـتال فـيـه الرجـال * غير ان ليـس للمـــنايـا احتيال
ولعـمـر الألـه لـو كان لـلسيـ * ـف مـعـناه ولـلسـان مقــال
ما تـناسيـتـك الصفاء ولا الـود * ولا حــال دونــك الأشغــال
ولحرمـت لحـمـك المـتعضـى * ضله ضــل حلمهـم ما اغتالوا(5)
____________
(1) ابن أبي الحديد 17 : 234 . الاغاني 4 : 179 . الامامة والسياسة 1 : 37 . الكامل 3 : 106.
(2) ابن أبي الحديد 17 : 234 . الاغاني 4 : 179 .
(3) ابن اروى : الوليد بن عقبة ، وأروى هي ام عثمان بن عفان
(4) الأقيال : الملوك الحميريون .
(5) المتعضي : المتقطع ، المتفرق .
وأبي ظاهر العـداوة والشنـآ * ن إلا مـقــال مـا لا يقـال
من رجال تقا رضوا منكرات * لينالـوا الذي أرادوا فنالــوا
غير ما طالبيــن ذحلا ولكن * مال دهر على أنــاس فمالوا
من يخنك الصفاء أو يتبـدل * أو يزل مثل ما يزول الظلال
فاعلمن انني أخــوك الـو * دّ حياتـي حتى تزول الجبال
ليس بخلي عليك يوما بمـال * أبــدا ما أقـل نعلا قبال (1)
ولك النصر باللسان وبالكف * إذا كان لليديــن مصال (2)



____________
(1) قبال النعل : زمام بني الأصبع والتي تليها .
(2) ابن أبي الحديد 17 : 234 . الاغاني 4 : 18 .
(3) أبو زبيد حرملة بن منذر ويقال : المنذر بن حرملة بن معد يكرب بن حنظلة الطائي الشاعر ، لم يسلم مات على النصرانية وعاش مائة وخمسين سنة واستعمله عمر على صدقات قومه ، له شعر . الاصابة 4 : 8 .
(4) ابن أبي الحديد 17 : 235 . الاغاني 4 : 18 .
(5) ابن أبي الحديد 17 : 238 . الاغاني 4 : 182 .
بنبأ فتبينوا ) (1) قال : هو الوليد بن عقبة بعثه النبي صلى الله عليه وآله مصدقا الى بني المصطلق ، فلا رأوه أقبلوا نحوه فهابهم ، فرجع الى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : أنهم ارتدوا عن الاسلام ، فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد ، فعلم علمهم وأمره أن يثبت ، وقال له : إنطلق ولا تعجل ، فانطلق حتى أتاهم ليلا ، وأنفذ عيونه نحوهم ، فلما جاؤه أخبروه انهم متمسكون بالاسلام ، وسمعوا آذانهم ، وصلاتهم ، فلما أصبح أتاهم فرأى ما يعجبه ، فرجع الى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره ، فنزلت هذه الآية (2).


____________
(1) سورة الحجرات : 6 .
(2) ابن أبي الحديد 17 : 238 . الأغاني 4 : 182 . أسباب النزول : 261 . أسد الغابة 5 : 9 . لباب النقول : 28 . الاستيعاب 4 : 62 . الدر المنثور 6 : 87 .
(3) ابن أبي الحديد 17 : 24 . الأغاني 4 : 183 .
(4) الأغاني 4 : 183 . ابن أبي الحديد 17 : 240 .



____________
(1) أبو محمد حجاج بن نصير البصري القيسي مات 144 كان شيخا صدوقا روى عن فطر بن خليفة والمسعودي وقرة بن خالد وورقاء وعدة . تهذيب التهذيب 2 : 208 . ميزان الاعتدال 1 : 465 .
(2) أبو محمد قرة بن خالد السدوسي البصري المتوفى 154 حافظ ثقة كان متقنا ضابطا . تهذيب التهذيب 8 : 371 . الشذرات 1 : 337 .
(3) ابن أبي الحديد 17 : 241 . الأغاني 4 : 184 .
(4) ابن أبي الحديد 17 : 243 . الأغاني 4 : 184 .
الخير ، وقبض الشر ، قال : فأنت يا أمير المؤمنين اليوم أقدر على ذلك فافعله ، فقال : اسكت لاسكت ، فسكت وسكت القوم ، فقال معاوية بعد يسير : مالك لا تتكلم يا قبيصة ؟ قال : نهيتني عما كنت أحب ، نسكت عما لا أحب (1).

تأبى فعــال الخيــر لا * تروي وأنت على الفــرات
أفلا تميــل الـى نعــم * أو ترك ـ لا ـ حتى الممات

سأحدو ركابي عنك ان عزيمتي * إذا نابنــي أمر كملـه منصل
واني امرؤ للنأي مني تطـرب * وليس شبـا قفل علــي بمقفل
____________
(1) ابن أبي الحديد 17 : 243 .
ثم رحل الى الحجاز ، فبعث إليه معاوية بجائزة (1).


____________
(1) ابن أبي الحديد 17 : 243 . الأغاني 4 : 187 .
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قلوب بني هاشم ، فقال عمر : اليك عني يا ابن عباس ، فقلت : أفعل ، فلما ذهبت لأقوم استحياء مني ، فقال يا ابن عباس ، مكانك فوالله اني لراع لحقك محب لما سرك ، فقلت يا أمير المؤمنين ، ان لي عليك حقا وعلى كل مسلم فمن حفظه فحظه أصاب ، ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضى (1).

سبقت إليها كل طلق مبــرّز * سبو الى الغايــات غير مزنّد

فلو كان حمدا يخلد الناس لم تمت * ولكن حمد النــاس ليس بمخلـد


____________
(1) ابن أبي الحديد 2 : 160 .
(2) الخطاطيف : جمع خطاف ، حديدة تستخرج بها الدلاء ، نوازع : جواذب.
الشعبي ، عن ربعي بن حراش ، قال : قال لنا عمر : يا معشر غطفان ، من الذي يقول :


وخيس الجن اني قد أذنت لهـم * يبنون تدمر بالصفاح والعمـد (3)


لئن كنت قد بلغت عني خيانة * لمبلغك الواشـي أغش وأكذب


____________
(1) ابن أبي الحديد 20 : 160. وخنس : انقبض.
(2) الانقاء : القطعة من الرمل . واطيلس تصغيرا طلس ، وهو ما في لونه غبرة الى السود.
(3) ابن أبي الحديد 20 : 161 .
(4) ابن أبي الحديد 20 : 161 .
الى ابن عباس ، فقال له : أي الناس أشعر قال : اخبره يا أبا الأسود ، فقال أبو الأسود الذي يقول :



خطاطيف حجن في جلال متينة * تمـد بهــا أيد اليــك نوازع (2)


____________
(1) ابن أبي الحديد 20 : 160 .
(2) الخطاطيف : جمع خطاف ، حديدة تستخرج بها الدلاء ، نوازع : جواذب .
(3) ابن أبي الحديد 20 : 160 . وخنس : انقبض .
(4) الانقاء : القطعة من الرمل . واطيلس تصغير اطلس ، وهو ما في لونه غيره الى السواد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق