السَّقِيفَةُ وَفَدَكْ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323 هـ
اصدار
مكتبة نينوى الحديثة
طهران ناصر خسرو ـ مروي
تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
( 1 )
السَقّيفة وفَدكُ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323هـ
رواية
عز الدين عبدالحميد بن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 656
تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
1



____________
(1) اختلق أبو هريرة على النبي الأقدس ( ص ) احاديث كثيرة وكثيرة ، كان الباعث له على هذا الدس الرخيص أموال معاوية بن أبي سفيان ، وعلى اثر نجاحه في الكذب والاختلاق ولاه معاوية امارة المدينة .
(2) ابن أبي الحديد 16 : 221 .
(3) الرضخ هنا : المال .
(4) الصوافي : الأملاك الواسعة .
فاستب علي ، والعباس ، عند عمر ، فقال عبد الرحمن : يا أمير المؤمنين ، أقضي بينهما وارح أحدهما من الآخر ، فقال عمر : أنشدكم الله الذي تقوم بإذنه السموات والأرض ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، يعني نفسه ، قالوا : قد قال ذلك ، فأقبل على العباس ، وعلي فقال : أنشدكما الله هل تعلمان ذلك ؟ قال : نعم ، قال عمر : فاني أحدثكم عن هذا الأمر ، إن الله تبارك وتعالى خص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في هذا الفئ بشيء لم يعطه غيره ، قال تعالى : ( ما أفاه الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير )(1) وكانت هذه خاصة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فما اختارها دونكم ، ولا استأثر بها عليكم ، لقد أعطاكموها وثبتها فيكم حتى بقي منها هذا المال ، وكان ينفق منه على أهله سنتهم ، ثم يأخذ ما بقي فيجعله فيما يجعل مال الله عز وجل ، فعل ذلك في حياته ثم توفي . فقال أبو بكر : أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقبضه الله وقد عمل فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وانتما حينئذ ، وألتفت الى علي ، والعباس تزعمان أن أبا بكر فيها ظالم فاجر فاجر ، والله يعلم أنه فيها لصادق باد راشد ، تابع للحق ، ثم توفى الله أبا بكر ، فقلت : أنا أولى الناس بأبي بكر وبرسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم فقبضتهما سنتين ، أو قال سنين من امارتي ، أعمل فيها مثل ما عمل به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر : ثم قال : وانتما ، وأقبل على العباس ، وعلي ، تزعمان اني فيها ظالم فاجر ، والله يعلم اني فيها باد راشد ، تابع للحق ثم جئتما في وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتني ـ يعني العباس ـ تسألني نصيبك من ابن أخيك ، وجاءني في هذا ـ يعني عليا ـ يسألني نصيب امرأته من أبيها ، فقلت لكما : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : لا نورث مما تركناه صدقة ، فلما بدا لي
____________
(1) سورة الحشر : 6 .
(2) من أين جاءت هذه الأولوية الى عمر بن الخطاب دون غيره من الصحابة ؟
أن أدفعها اليكما (1) قلت : أدفعها على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأبو بكر ، وبما عملت به فيها ، والا فلا تكلماني ، فقلتما : ادفعها الينا بذلك ، فدفعتهما اليكما بذلك ، أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك ، والله الذي تقوم بإذنه السموات والأرض لا أقضي بينكما بقضاء غير هذا حتى تقوم الساعة ، فان عجزتما عنها فادفعاها إلي فأنا أكفيكماها (2).


____________
(1) بناء على قول عمر فانه خالف سيرة النبي ( ص ) وسنته في دفعه فدك الى علي والعباس مع تصريحه ان رسول الله ( ص ) قال : لا نورث ما تركناه صدقة . ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) سورة الاحزاب : 36 .
(2) ابن أبي الحديد 15 : 221 . وفاء الوفا : 158 .
(3) ابن أبي الحديد 16 : 223 . وقال بعد ذكره الحديث ، قلت : هذا مشكل ، لأن الحديث الأول يتضمن أن عمر أقسم جماعة فيهم عثمان فقال : نشدتكم الله ، ألستم تعلمون أن رسول الله ( ص ) قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، يعني نفسه فقا لوا : نعم ومن جملتهم عثمان ، فكيف يعلم بذلك فيكون مترسلا لأزواج النبي ( ص ) يسأله أن يعطهن الميراث .

عمر ، فقال العباس : اقض بيني وبين هذا الكذا وكذا ، أي يشتمه ، فقال الناس : أفصل بينهما ، فقال : لا أفصل بينهما قد علما أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لا نورث ، ما تركناه صدقة (1).


____________
(1) ابن أبي الحديد 16 : 226 .
(2) ابن أبي الحديد 16 : 227 . معجم البلدان 4 : 239 بلفظ آخر .
(3) ابن أبي الحديد 16 : 228 .


____________
(1) سورة النساء : 11 .
(2) ابن أبي الحديد 16 : 228 .




ميراثك من ابن أخيك ، وجئت يا علي ، تطلب ميراث زوجتك من أبيها ، وزعمتما أن أبا بكر كان فيها خائنا فاجرا ، والله لقد كان امرءا مطيعا ، تابعا للحق ، ثم توفي أبو بكر فقبضتها ، فجئتماني تطلبان ميراثكما ، أما أنت يا عباس فتطلب ميراثك من ابن أخيك ، وأما علي فيطلب ميراث زوجته من أبيها ، وزعمتما أني فيها خائن فاجر ، والله يعلم أني فيها مطيع تابع للحق فأصلحا أمركما ، وإلا لم ترجع اليكما ، فقاما وتركا الخصومة وأمضيت صدقة .


____________
(1) ابن أبي الحديد 16 : 229 .
(2) سورة الأنفال : 41 .
لم يعهد إلي في ذلك بشيء ، ألا اني سمعته يقول لما انزلت هذه الآية : أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى .




____________
(1) ابن أبي الحديد 16 : 230 .
(2) ابن أبي الحديد 16 : 230 .
(3) ابن أبي الحديد 16 : 231 .
(4) ابن أبي الحديد 16 : 231 .


ولا أقول وان لم يعطيــا فدكـا * بنت النبي ولا ميراثهـا كفـرا
الله يعلم ماذا يحضـــران بـه * يوم القيامـة من عذر إذا اعتذرا


____________
(1) ابن أبي الحديد 16 : 231 .

(2) الهاشميات : 83 .
(3) ابن أبي الحديد 16 : 232 .
أبيها ، فمنعها ، فقالت له : لئن مت اليوم من كان يرثك ؟ قال : ولدي واهلي ، قالت : فلم ورثت أنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، دون ولده وأهله ؟ قال : فما فعلت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قالت : بلى ، انك عهدت الى فدك ، وكانت صافية لرسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخذتها وعهدت الى ما أنزل الله من السماء فرفعته عنا ، فقال : يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لم أفعل حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن الله تعالى يطعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الطعمة ما كان حيا ، فإذا قبضه الله إليه رفعت ، فقالت : أنت ورسوله أعلم ، ما أنا بسائلتك بعد مجلسي ، ثم انصرفت (1).

____________
(1) ابن أبي الحديد 16 : 232 .
(2) عائفة لدنياكم : أي قالية لها كارهة .
(3) عجمتهم : بلوتهم وخبرتهم .
(4) شنئتهم : أبغضتهم .
(5) سبرتهم : علمت أمورهم .
(6) سورة المائدة : 8 .
وما الذي نقموا من أبي الحسن ، نقموا والله نكير سيفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله ، وتالله لو تكافؤا عن زمام نبذه إليه رسول الله صلى الله عليه وآله لا عتلقه ، ولسار إليهم سيرا سمجا ، لا تكلم حشاشته ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا يطفح ضفتاه ، ولأصدرهم بطانا قد تحير بهم الرأي ، غير متحل بطائل ، الا بغمر الناهل ، وروعة سورة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ، ألا هلم فاستمع وما عشت أراك الدهر عجبه ، وان تعجب فقد أعجبك الحادث ، الى أي لجأ استندوا ، وبأي عروة تمسكوا ، لبئس المولى ولبئس العشير ، ولبئس للظالمين بدلا ، استبدوا والله الذنايي بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحبسون أنهم يحسنون صنعا ، ( ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) (1) ويحهم ( أفمن يهدي الى الحق أحق ان يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) (2).


____________
(1) سورة البقرة : 12 .
(2) سورة يونس : 35 .
(3) ابن أبي الحديد 16 : 233 . كشف الغمة 1 : 492 .
سريره إلا العباس بن عبد المطلب ، وأبو سفيان بن حرب ، والحكم بن أبي العاص ، والوليد بن عقبة ، ولم يكن سريره يسع الا عثمان وواحدا منهم ، فأقبل الوليد يوما فجلس ، فجاء الحكم بن العاص فأومأ عثمان الى الوليد ، فرحل له عن مجلسه ، فلما قام الحكم قال الوليد : والله يا أمير المؤمنين لقد تلجلج في صدري بيتان قلتهما حين رأيتك آثرت ابن عمك على ابن امك ، وكان الحكم عم عثمان ، والوليد أخاه لامه ، فقال عثمان : ان الحكم شيخ قريش ، فما البيتان ، فقال :
فاملت عمرا أن يشب وخالدا * لكى يدعوانـي يوم نائبة عما


____________
(1) ابن أبي الحديد 17 : 227 .




نادى وقــد تمت صلاتهم * أأزيدكـم سكرا ولم يــدر
____________
(1) ابن ابي الحديد 17 : 228 .
(2) ابن أبي الحديد 17 : 229 .
(3) أبو عبد الرحمن عبد الله بن شوذب الخراساني البلخي سكن البصرة ثم بيت المقدس مات سنة اربع واربعين ومائة ـ 144 ـ تهذيب التهذيب 5 : 255 .
(4) ابن أبي الحديد 17 : 229 . العقد الفريد 8 : 55 . الامامة والسياسة 1 : 35 . الكامل 4 : 107 .
(5) أبو مليكة جرول ابن أوس العنسي المتوفى 59 شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والاسلام له ديوان شعر مطبوع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق