السَّقِيفَةُ وَفَدَكْ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323 هـ
اصدار
مكتبة نينوى الحديثة
طهران ناصر خسرو ـ مروي
تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
( 1 )
السَقّيفة وفَدكُ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323هـ
رواية
عز الدين عبدالحميد بن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 656
تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
1




____________
(1) نفس المصدر .
(2) في عبارة : فأجلوهم عن هذه البلاد .
(3) الجذيل : تصغير الجذل ـ بالكسر ـ وهو أصل الشجرة ، وعود ينصب للأبل الجربى لتحتك به وتتمرس ، والمحك الذي تتحكك به . والعذيق تصغير العذق ـ بالفتح ـ وهو النخلة . والمرجب : الذي جعل له وجبة ، وهي دعامة تبنى حولها من الحجارة ، وذلك إذا كانت النخلة كريمة وطالت تخوفوا عليها ان تنقعر من الرياح العواصف ، والتصغير هنا يراد به التكبير والتعظيم ، وهو مثل ، والمراد أنه رجل يستشفى برأيه وعقله .
(4) الجذعة : الشابة الفتية ، يريد الحروب والغارات .




____________
(1) الطبري 3 : 207 . الكامل لابن الاثير 2 : 158 . جمهرة خطب العرب 1 : 177 .
سعد بعد ذلك إلا قليلا حتى خرج الى الشام فمات بحوران(1) ولم يبايع لأحد ، لا لأبي بكر ، ولا لعمر ، ولا لغيرهما .




____________
(1) حوران : كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة . ذات قرى كثيرة ومزارع وحرار ، وما زالت منازل العرب . معجم البلدان 2 : 317 . الامامة والسياسة 1 : 17 .
لك شطره ، اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا ، الا والله لا اقبل قولك ولا ابايعه ، فقال له أبو بكر : فإن لم تبايعني لم أكرهك ، فقال له عبيدة : يا ابا الحسن ، انك حديث السن ، وهؤلاء مشيخة قريش قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ، ولا أرى أبا بكر الا أقوى على هذا الأمر منك ، واشد احتمالا له ، واضطلاعا به ، فسلم له الأمر وارض به ، فإنك ان تعش ويطل عمرك فأنت لهذا الأمر خليق وبه حقيق في فضلك وقرابتك وسابقتك وجهادك .






____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 5 ـ 12 . تاريخ الطبري 3 : 207 عن هشام بن محمد عن أبي مخنف قال : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ، أن النبي (ص) لما قبض . الامامة والسياسة 1 : 12 . الغدير 7 : 80 الكامل 3 : 326 .





____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 13 .

(2) ابن أبي الحديد 6 : 13 . مصالب القواصب 1 : خ .
(3) ابن أبي الحديد 6 : 14 . النص والاجتهاد : 81 .
(4) ابن أبي الحديد 6 : 38 .
يقاتلون عن دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأى المسلمون سيئا فهو عند الله سيء .




____________
(1) ابن ابي الحديد 6 : 39 .


(3) ابن أبي الحديد 6 : 39 .
أوسط العرب وشيجة رحم ، وأوسط الناس دارا ، وأعرب الناس ألسنا ، وأصبح الناس أوجها ، وقد عرفتم بلاء ابن الخطاب في الاسلام وقدمه ، هلم فلنبايعه .







____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 40 .
(2) ابن أبي الحديد 6 : 40 .
(3) ابن أبي الحديد 6 : 40 .
الله صلى الله عليه وسلم ، استعمل خالد بن سعيد بن العاص ، على عمل ، فقدم بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد بايع الناس أبا بكر ، فدعاه الى البيعة ، فأبى فقال عمر : دعني واياه فمنعه أبو بكر ، حتى مضت عليه سنة ، ثم مر به أبو بكر وهو جالس على بابه فناداه خالد ، يا أبا بكر هل لك في البيعة قال : نعم ، قال : فادن فدنا منه فبايعه خالد وهو قاعد على بابه (1).



____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 41 .

وعمر ، قال : فقلت : والله لأختارن في هذه الغزاة لنفسي رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، استمد به فاني لست استطيع اتيان المدينة ، فاخترت أبا بكر ، ولم آل وكان له كساء فدكى يخله (1) عليه إذا ركب ، ويلبسه إذا نزل ، وهو الذي عيرته به هوازن بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : لا نبايع ذا الخلال ، قال : فلما قضينا غزاتنا قلت له : يا أبا بكر ، اني قد صحبتك وإني لي عليك حقا ، فعلمني شيئا انتفع به ، فقال : قد كنت اريد ذلك لو لم تقل لي : تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتحج البيت ، وتصوم شهر رمضان ، ولا تتأمر على رجلين ، فقلت : اما العبادات فقد عرفتها ، أرأيت نهيك لي عن الامارة ، وهل يصيب الناس الخير والشر إلا بالامارة ، فقال : انك مستجهد في فجهدت لك ، إن الناس دخلوا في الاسلام طوعا وكرها فأجارهم الله من الظلم ، فهم جيران الله ، وعواد الله ، وفي ذمة الله ، فمن يظلم منكم انما يحقر ربه ، والله ان أحدكم ليأخذ شويهة جاره أو بعيره ، فيظل عمله بأسا بجاره ، والله من وراء جاره ، قال : فلم يلبث إلا قليلا حتى اتتنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألت : من استخلف بعده ، قيل : أبو بكر ، قلت : أصاحبي الذي كان ينهاني عن الامارة ؟ فشددت على راحلتي : فأتيت المدينة ، فجعلت أطلب خلوته ، حتى قدرت عليها ، فقلت : أتعرفني ، انا فلان بن فلان ، أتعرف وصية اوصيتني بها ؟ قال : نعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ، والناس حديثوا عهد بالجاهلية ، فخشيت أن يفتنوا ، وان أصحابي حملونيها ، فما زال يعتذر الي حتى عذرته ، وصار من أمري بعد أن صرت عريفا (2).

____________
(1) يخله عليه : أي يجمع بين طرفي الكساء وعود أو حديد.
(2) ابن أبي الحديد 6 : 41 .
منبر أبي ، فقال أبو بكر : صدقت ، والله إنه لمنبر أبيك لا منبر أبي ، فبعث علي الى أبي بكر ، انه غلام حدث ، وأنا لم نأمره ، فقال أبو بكر : صدقت إنا لم نتهمك (1).




إنــا فقدناك فقد الأرض وابلها * فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب (5)

____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 42 . والحديث مختلق لأن في سنده عامر الشعبي وهو مقدوح بقوادح عديدة ، وأعظم مطاعنة انه كان صبيا بغيضا منحرفا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدا خل الولاة ، ويصانعهم ويماشيهم ويلعب بالشطرنج لأجل التحبب الى طغاة بني امية ومردتهم . نجد تفصيل مخازيه في كتاب ـ افحام الاعداء والخصوم ـ 3 : خ . العقد الفريد 1 : 44 ، 66 .
(2) ابن أبي الحديد 6 : 43 .
(3) ام مسطح بنت أبي دهم بن المطلب بن عبد مناف ، وامها رائطة بنت صخر بن عامر بن كعب ، خالة أبي بكر . أسد الغابة 4 : 355 .
(4) الهينمة : الصوت الخفي ، وفى بعض المصادر نسب البيتين الى الصديقة فاطمة ( عليها السلام ) .
(5) ابن أبي الحديد 6 : 43 .
مر المغيرة بن شعبة ، بأبي بكر ، وعمر ، وهما جالسان على باب النبي حين قبض ، فقال : وما يقعدكما ؟ قالا : ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه ، يعنيان عليا ، فقال : أتريدون أن تنظروا حبل الحيلة من أهل هذا البيت ، وسموها في قريش تتسع .








____________
(1) ابن أبي الحديد 5 : 43 .
(2) محمد عبد الملك بن زنجويه المتوفى 257|258 . تاريخ بغداد 2 : 345 .
(3) الخميصة : كساء أسود مربع ، له علمان .
(4) ابن أبي الحديد 6 : 44 . الطبقات الكبرى 2 : 217 ، والحديث مقدوح لوجود سفيان بن حسين بن الحسن المتوفى بالري مع المهدي في سنده فقد قال عنه يعقوب بن شيبة : صدوق ثقة وفى حديثه ضعف . وقال ابن سعد : ثقة يخطي في حديثه كثيرا ، وقال ابن عدي : هو في غير الزهري صالح وفي الزهري يروي اشياء خالف الناس ، وذكره ابن حبان ، في الثقات وقال : اما روايته عن الزهري .
(5) ابن أبي الحديد 6 : 44 .



____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 44 .
(2) أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن حبيب الحارثي البصري المتوفى 271 ، من شيوخ المؤلف في الرواية يلقب كريزان سكن سر من رأى وحدث بها وببغداد ، ولما مات دفن في مقابر الكوفة . تاريخ بغداد 1 : 273 .
(3) يقال : لبب فلان فلانا ، أخذ بتلبيبه ، أي جمع ثيابه عند صدره ونحره ثم جره .
(4) ابن أبي الحديد 6 : 45 .
(5) أبو الحسن علي بن حرب بن محمد بن علي بن حبان بن مازن بن الغضوية الطائي الموصلي مات 1265 احد من رحل في الحديث الى الحجاز وبغداد والكوفة والبصرة وقدم بغداد وحدث بها ، وكان عالما بأخبار العرب وانسابها وأيامها أديبا شاعرا ، وفد على المعتز بسر من رأى فأكرمه وأحسن إليه وأوعز له ضياع حرب كلها فلم يزل ذلك جاريا له الى ايام ا لمعتضد تاريخ بغداد 11 : 418 . الشذرات 2 : 15 .
(6) ابن أبي الحديد 6 : 45 .




____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 45 . كنز العمال 6 : 391 . الغدير 1 : 389 و 7 : 80 .
(2) ابن أبي الحديد 6 : 47 . سيرة ابن هشام 4 : 335 بتغيير في الألفاظ . الغدير 7 : 118 . الامامة والسياسة 1 : 16 . كنز العمال 3 : 126 ، الرياض النضرة 1 : 167 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق