السَّقِيفَةُ وَفَدَكْ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغداديالمتوفى ـ 323 هـ
|
|
السَقّيفة وفَدكُ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323هـ
رواية
عز الدين عبدالحميد بن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 656تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
1
مكتبة نينوى الحديثة
طهران ناصر خسرو مروي
بسم الله الرحمن الرحيم
وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري. في السقيفة وفدك . وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث ، كثير الأدب ، ثقة ورع ، أثنى عليه المحدثون ، ورووا عنه مصنفاته..
ابن ابي الحديد 16 ـ 210
المقدمة :
على أثر الظروف القاسية .. والحوادث السياسية الدامية .. والخلافات العاتية الطالبة للسيطرة والغلبة .. التي اجتازت الوطن العربي ، وانتابت العواصم الإسلامية . وفرضت حكومتها التوسّعية على الأمم والشعوب الإسلامية ، فأبادتها وشرّدتها وجعلتها طراق قددا ، وفرقتها ودعتها متوزّعة متفرقة كقصصات الورق .. ضاع التراث الفكري .. وانهارت صروح ومعالم الحضارة الثقافية ، بصورة جعل التاريخ تلك الشحصية الإسلامية الزاخرة بالحيوية ، واليقظة الروحية التي غزت العالم من أقصاه الى أقصاه بالنشاطات الفكرية ، والمعالم الثقافية.
أن الحوادث الدامية التي انتابت الوطن الإسلامي .. تركت في التراث الفكري رواسب قاتمة وآثارا جذرية من التقهقر والانحطاط ، في الحضارة الإسلامية لأنها لم تدع للمسلمين في أكثر الاحايين فرصة التمتع بشيء يسير من الاستقرار والهدوء.
لقد توالت على التراث العربي ، والمكتبة العربية نكبات وويلات بسبب المنازعات العقائدية ، والأطماع التوسعية التي كانت تنتهي دائما الى إحراق واتفلاف الكثير من الكتب النفيسة وبسبب الغزاة الفاتحين الذين الذين احتلّوا البلاد الإسلامية وسلبوا ديارها وخربوا معالمها ومآثرها وكانت خزائن الكتب ودور النفائس الفكرية من جملة ما خربوا ، واننا في الوقت الحاضر لا نملك إلا الحزن والأسى حينما نتصفح
التاريخ ونقرأ ما جرى على الخزائن والمكتبات من إحراق وإغراق واتلاف وتدمير ، فقد أقام الفاتحون من الكتب جسراً على نهر دجلة ، ورموا الكثير منها في مواقد المطابخ والاتلاف والحمامات.
والذي نراه اليوم بأيدينا من التراث ومن كتب الأقدمين لكم يكن غير النذر اليسير من التراث الضخم الفخم الذي تركه السلف لنا ، وإننا لنقرأ أسماء الكثير بن من العلماء والأدباء والرواة والمحدثين ولايوجد بين أيدينا شيء من آثارهم ، كما اننا نقرأ أسماء لكثير من المؤلفات والمصنفات ولا أثر لها في دور الكتب العامة والخاصة.
هذا وبعد هذه المرحلة الأليمة ... يأتي دور الغزو الغربي للشرق فحين بدأ الإستعمار الغربي يغزو الشرق بحيله ومواعيده الخلابة الفارغة اندفعت شرذمة من أذنابه وعيونه لنهب التراث الفكري واستعمار الجانب الثقافي بعد أن تهافت الغرب على نقل العلوم التي اشتغل العرب بها أبان نهضتهم العلمية ، فكان تراثنا العلمي مبعثرا في الآفاق وموزعاً في الأقطار فمنه جانب في مكاتب الأستانة ، وجانب في الأسكوريال ، وقسم كبير في مكتبات أوروبا ومتاحفها ، وقد انقضت السنون وتلتها أخواتها وما زلنا حتى الساعة هذه نمشي على انتظار ما تجود به علينا أيدي المستشرقين من هذا التراث الحي الذي فيه النتاج العلمي والنتاج الأدبي والنتاج الروحي . لقد أخذ تراثنا الفكري طريقه الى الغرب ، وشق ركبه اليه منذ سنين وقرون متمادية على يد نفر زيّن لهم ، حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب (1).
زين لهم وأغروهم بالأموال فجمعوا التراث الفكري وشروه ببخس دراهم معدودة ، وأدعوه في الصناديق وجهوه الى الغرب بشتى الطرق والوسائل ، وهذا
____________
(1) سورة آل عمران : 14.
كان ديدنهم مدى حياتهم.
هنا يكشف التاريخ القناع عن وجه واحد من هؤلاء ، ويعرف بتاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد الكندي البغدادي الدمشقي المصري المتوفى 613 قال ابن خلكان : أوحد عصره في فنون الآداب وعلو السماع ، وشهرته تغني عن الأطناب في وصفه ، سافر عن بغداد في شبابه ، واستوطن حلب مدة ، كان يبتاع الخليق ويسافر به الى بلاد الروم ويعود اليها ، ثم انتقل الى دمشق وصحب الأميرعز الدين فروخ شاه بن شاهان شاه ، وهو ابن أخي السلطان صلاح الدين ، واختص به وتقدم عنده وسافر في صحبته الى الديار المصرية واقتنى من كتب خزائنها كل نفيس وعاد الى دمشق واستوطنها وقصده الناس وأخذوا عنه (1).
والله أعلم كم كان لمدة أمال تاج الدين ... وكم حملوا الى الروم من التراث ... ويمكن القول ان العراق ... وسورية ... كانا أول البلاد التي فقدت ثروتها الفكرية ... لهذا لا تخلو مكتبة كبرى في الغرب من مجموعة كبيرة تتناول البحث عن تاريخ العرب والاسلام وما يتصل بها من آثار وحضارة وأديان ولغات وسياسة وغير ذلك ، كما أولوا البحوث الاسلامية عناية خاصة ، وحرصوا أشد الحرص على اكتناز ما يصدر من المطبوعات في أغلب العواصم العربية والاسلامية ، أما ما ينشره المستشرقون من كتب عربية قديمة في الغرب فإنهم يتسابقون الى إحرازه واختزانه والانتفاع به.
ففي سنة 1943م . أحرزت جامعة ـ برنستن ـ مجموعة كبيرة من المخطوطات العربية يقدر عددها بستة آلاف مخطوطة اقتنتها من الاستاذ يهودا البغدادي صفقة واحدة بمبلغ000/75 ألف دولار، ويهودا المذكور بغدادي الأصل طاف في بلدان الشرف الأدنى ولا سيما في مصر وجمع منها هذه الآلاف من
____________
(1) وفيات الأعيان 2 : 340 نسمة السحر 1 : 242 ـ خ ـ .
المخطوطات ونقلها الى اميركة ، حيث استقر بها المقام في مكتبة جامعة برنستن(1) .
ومهما يكن من أمر فالتراث الفكري العربي منذ القرن السابع الهجري ، كان موضع نهب ورق وتدمير وابادة وتمزيق نفر من أذناب الغرب وشياطينه .
أجل اننا نقرأ أسماء الآلاف من العلماء ، والرواة ، والأدباء ، ولا نجد بين أيدينا شيئا من آثارهم ، كما اننا نطالع أسماء لكثير من التصانيف والموسوعات ، ولا أثر لها في خزائن الكتب ، ومهم على سبيل المثال ، أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري البغدادي ، فقد كان كثير العلم والرواية والأدب . وصاحب مدرسة ومكتبة وحوزة في البصرة وبغداد . . . يجتمع إليه الأدباء والمحدثون وينقلوا ويسجلوا ما يمليه عليهم ، أو يستمع الى قراءة كتبه ومؤلفاته سنين طويلة . . .
ولا بد لعالم كهذا تصانيف وكتب ورسائل جمة . . . غير أن لم يحفظ التاريخ لنا منه كتاب ولا رسالة ولا ورقة . . . مع العلم كما سنوقفك عليه من أن مؤلفاته كانت متداولة وموجودة الى القرن السابع الهجري ، وموضع عناية المحققين ، والمصنفين ، بحيث اتخذوها من المراجع الهامة ، وحسبوها من المصادر الأسلامية أو الأدبية الحية . قال عز الدين ابن أبي الحديد عنه : وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث ، كثير الأدب ، ثقة ، ورع ، أثنى عليه المحدثون ، ورووا عنه مصنفاته (2) .
ان هذه الجملة على اختصارها ، ان دلت على شيء فانما تدل على وجود مصنفات لأبي بكر الجوهري . . . في شتى المواضيع ومختلف البحوث . . . غير أن التاريخ لم يحتفظ لنا بشيء منها ، حتى أن بعضا من المحققين والمتتبعين رغم البحث والتتبع في كافة مظان خزائن المخطوطات العربية أعلن أن كثيرا من الكتب التي أصبحت
____________
(1) جولة في دور الكتب الاميركية : 46 .
(2) شرح نهج البلاغة 16 : 21 .
من عداد التراث العربي المفقود ، لا تزال عناوينها ومقتبسات منها محفوظة في سائر المؤلفات ، منها مثلا كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري (1).
وإذا ما تصفحنا بعض المعاجم والمراجع الأدبية والتاريخية ، لوجدناها زاخرة بروايات وأحاديث تحدث بها أبو بكر الجوهري ، أو أملاها على المؤلفين ، ومنها مؤلفات أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني ، وأبي عبيدة محمد بن عمران المرزباني ، وأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري الخراساني ، وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، وعز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي وغيرهم .
ولما كانت أحاديث وروايات الجوهري ، مبثوثة في طيات الكتب والمعاجم وتعتبر بحق نصوصا تاريخية وأدبية ، أخذت على نفسي جمعها ولمها من ثنايا الكتب وجعلها في كتب خاصة مستقلة باسمه ، مع ذكر المراجع التي نقلت وأخذت منها فكانت مؤلفاته كما يلي :
مؤلفات الجوهري :
تقع تصانيف الجوهري وتنقسم على جوانب شتى ، وبحوث مختلفة من التاريخ ، والأدب ، والحديث ، والتفسير ، وكانت على النحو التالي :
أ ـ أخبار الشعراء :
جمعت فيه ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن أبي بكر الجوهري ، من أحاديث وأخبار الشعراء في كتابيه ـ الأغاني ـ و ـ مقاتل الطالبيين ـ .
ب ـ السقيفة وفدك :
ويحتوي على جميع النصوص التي ذكرها ابن أبي الحديد ، في كتابه ـ شرح نهج البلاغة ـ عن كتاب السقيفة لأبي الجوهري ، حسب ما كانت في خزانة كتبه من نسخة ، وكذا نسخة اخرى منه
____________
(1) الغارات 1 : عو ـ المقدمة ـ ط ايران سنة 1395هـ تحقيق وتقديم المرحوم العلامة مير جلال الدين الحسيني الارموي المحدث . ويقع في مجلدين 372 + 749 .
نسخة ، كذا نسخة اخرى منه في مكتبة بهاء الدين أبي الحسن علي الاربلي البغدادي صاحب كتاب ـ كشف الغمة ـ .
ج ـ مآخذ العلماء على الشعراء :
ويضم ما ذكره أبو عبيد الله محمد المرزباني ، في كتابه ـ الموشح ـ عن أبي بكر الجوهري ، وهي مآخذ كتبها الجوهري ، الى المرزباني ، وهي مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر . . . واسأل الله جل شأنه . . . التوفيق والصحة والعون والعمر . . . في اخراج الجميع وطبعه ونشره انه ولي التوفيق .
هذا وحدثني الفقيه آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي . . . انه شاهد في مكتبة المرحوم العلامة الشيخ محمد السماوي النجفي كتابا لأبي بكر الجوهري ، في علوم القرآن ، وفي الأغاني أحاديث وروايات قرآنية جاءت عن الجوهري ، تثبت هذا الرأي .
مشايخه في الرواية :
يروي أبو بكر الجوهري ، في كتابه عن رجال أجمعت أئمة الجرح والتعديل على توثيقهم وصدقهم ، كما ترجمت لهم أصحاب المعاجم واثنوا عليهم ، وترجموا لهم وذكروهم بالتقدير والاكبار ، وهم من كبار الشيوخ وفطاحل السنة ، لأن المؤلف كان يستقصي في وضع تأليفه الأحاديث من منابعها السليمة ، ويتوخى الأخبار عن مصادرها الموثوقة الشافية حسب اعتقاده وعلمه ، وان أتى فيه ما يخالفه الحقيقة والواقع في بعض الأحايين ، فذكر أحاديث وأخبار مباينة للحق الصراح ، ولذلك أشرنا إليها في الهوامش ، وترجمنا رجال السند ، وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيهم ، لتمتاز الأحاديث الصحيحة من السقيمة ، والمعتمدة من المختلفة ، ولينتقى التاريخ عن المختلقات والموضوعات ، ويصفى من الشبه والضلالات .
ان التاريخ ينبغي أن يتطهر من زلات الميول والعواطف ، ويتجرد عن الأهواء والاتجاهات الطائفية والسياسية ، ويتنزه عن الهوى والأهواء ، والحب والتقليد الذي تبيد في صعيده الحقائق ، وتتلاشى في ظلاله الواقع ، كل ذلك لئلا يذهب الحق جفاء ، وما يفسد الناس ويضلهم فيمكث.
لقد روى المؤلف . . . في كتابه هذا عن نفر عرفوا بالصدق ، والعدل ، والثقة ، وكثيرا ما نجده في نقله الحديث يبتدأه بقوله : أخبرنا ، حدثني ، حدثنا ، أنبأنا ، وما أكثرهم مشايخه في الرواية ، بيد أنه كثير النقل والرواية عن :
أ ـ عمر بن شبة :
أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد بن رائطة بن أبي معاذ النميري البصري النحوي الأخباري البغدادي المتوفى 262(1) .
روى عن أبيه وعمر بن علي المقدمي ، ومسعود بن واصل ، وعبيد بن الطفيل ، وعبد الوهاب الثقفي ، وحسين الجعفي ، وأبي داود الطيالسي ، وابي اسامة ، وبشر بن عمر الزهراني ، وابن مهدي ، والقطان ، وأبي أحمد الزبيري ، وأبي عامر العقدي ، وسعيد بن عامر الضبعي ، وأبي بدر شجاع بن الوليد ، وأبي عاصم ، والأصمعي ، وعبد الوهاب الخفاف وعفان ، وعلي بن عاصم ، وقريش بن أنس ، وغندر ، وابن أبي عدي ، ومعاذ بن معاذ ، ومعاوية بن هشام القصار ، والوليد بن هشام القحذمي ، وأبي زيد الأنصاري ، ومسلم بن ابراهيم ، فمن بعدهم.
وروى عنه ، ابن ماجة ، وأبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ، وأحمد بن يحيى ثعلب النحوي ، وأحمد بن يحيى البلاذري ، وابن أبي الدنيا ، وأبو نعيم .
____________
(1) الشذرات 2 : 146 . الغدير 1 : 94 . النديم : 125 . تهذيب التهذيب 7 : 46 وفيه مات سنة اثنتين ومأتين وهو تصحيف . تاريخ بغداد 11 : 2 8 . تهذيب الاسماء 2 : 16 . معجم الأدباء 16 : 6 . تذكرة الحفاظ 2 : 9 . بغية الوعاة : 361 . هدية العارفين 1 : 78 . وفيات الأعيان 3 : 44 . العبر 1 : 362 . البداية والنهاية 11 : 35 .
بن عدي ، وابن صاعد ، وابن أبي حاتم ، واسماعيل بن العباس الوراق ، وأبو الحسن علي بن عيسى الوزير ، وأبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي ، وأحمد بن اسحاق بن بهلول ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وأبو بكر بن أبي داود ، وأبو العباس السراج ، ومحمد بن زكريا الدقاق ، والحسين بن اسماعيل المحاملي ، ومحمد بن أحمد الأثرم ، ومحمد بن مخلد الدوري .
قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق صاحب عربية وأدب ، وقال الدارقطني ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : مستقيم الحديث وكان صاحب أدب وشعر وأخبار ، ومعرفة بأيام الناس . وقال الخطيب : كان ثقة عالما بالسير وأيام الناس . وله تصانيف كثيرة وكان قد نزل في آخر عمره سر من رأى ، وقال المرزباني في معجم الشعراء : أديب فقيه واسع الرواية صدوق ثقة . وقال مسلمة : ثقة انبأنا عنه المهرواني ، وقال محمد بن سهل : روايته ، كان اكثر الناس حديثا وخبرا ، وكان صدوقاً ذكياً نزل بغداد عند خراب البصرة (1).
ب ـ محمد بن زكريا الغلابي :
أبو جعفر محمد بن زكريا بن دينار الغلابي البصري الجوهري الاخباري ، وقيل : أبو عبد الله مات سنة 298 (2).
كان هذا الرجل وجها من وجوه أصحابنا بالبصرة ، وكان اخباريا واسع العلم ، وصنف كتبا كثيرة ، له كتب منها : الجمل الكبير ، والجمل المختصر ، وكتاب صفين الكبير ، وكتاب صفين المختصر ، مقتل الحسين ( ع ) ، كتاب النهر ، كتاب الأجواد ، كتاب الواقدين ، مقتل أمير المؤمنين ( ع ) ، أخبار زيد ، أخبار فاطمة ( ع ) ، كتاب الخيل ، قال النديم : كان ثقة صادقا ، روى عن عبد
____________
(1) تهذيب التهذيب 7 : 46 .
(2) الشذرات 2 : 206 . تنقيح المقال 3 : 117 . النجاشي : 244 . تأسيس الشيعة : 234 ، 252 . ميزان الاعتدال 3 : 55 . هدية العارفين 2 : 23 . ايضاح المكنون 2 : 286 ، 289 ، 3 9 ، 348 ، 54 ، 714 . جامع الرواة 2 : 114 . النديم : 121 .
الله بن رجاء الغداني وطبقته ، قال ابن حبان : يعتبر بحديثه ، وقال السيد الصدر : أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي البصري ، امام أهل السير والآثار والتاريخ والأشعار .
وما جاء في الشذرات من تقييد وفاته 29 ه بعيد عن الصحة ، والصواب ما ذكرناه .
ج ـ يعقوب بن شبية :
أبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري المتوفى 262(1).
الحافظ أحد الأعلام ، وصاحب المسند المعلل ، سمع علي بن عاصم ، ويزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، وعفان بن مسلم ، ويعلي بن عبيد ، ومعلى بن منصور ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وأبا النضر هاشم بن القاسم ، واسور بن عامر ، وأبا نعيم ، وقبيصة بن عتبة ، ويحيى بن أبى بكر ، وحسينا المروزي ، ومسلم بن ابراهيم ، وأبا الوليد الطيالسي ، ومحمد بن كثير ، وأبا مسلمة التبوذكي ، وأبا أحمد الزبيري ، واحوص بن جواب ، وخلقا كثيرا من أمثالهم .
روى عنه ابن ابنه محمد بن أحمد بن يعقوب ، ويوسف بن يعقوب بن اسحاق بن البهلول ، وكان ثقة ، سكن بغداد وحدث بها وصنف ، كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين لتبيض المسند ونقله ، ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار ، وكان من فقهاء البغداديين على قول مالك ، ومن كبار أصحاب أحمد بن المعدل ، والحارث بن مسكين ، وأخذ عن عدة من أصحاب مالك ، وكان من ذوي السرور ، كثير الرواية والتصنيف .
____________
(1) تاريخ بغداد 14 : 281 . تذكرة الحفاظ 2 : 141 . البداية والنهاية 11 : 35 . النجوم الزاهرة 3 : 37 . الشذرات 2 : 149 . كشف الظنون : 1678 . هدية العارفين 2 : 357 . ايضاح المكنون 2 : 482 . طبقات الحفاظ : 251 .
د ـ أحمد بن منصور الرمادي :
أبو بكر احمد بن منصور بن سيار بن معارك الرمادي المتوفى 265 (1).
حافظ ثقة سمع عبد الرزاق بن همام ، وابا النضر هاشم بن قاسم ، وزيد بن الحباب ، ويزيد بن أبي حكيم ، وأبا داود الطيالسي ، ويزيد بن هارون ، ويحيى بن اسحاق السيلحيني ، وأسود بن عامر ، ومعاذ بن فضالة ، وعلي بن الجعد ، وأبا سلمة التبوذكي ، وأبا حذيفة النهدي ، وعمرو بن القاسم بن حكام ، والقعني ، ونعيم بن حماد المروزي ، وسعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير ، وحرملة بن يحيى ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواء ، وعبد الملك بن ابراهيم الجدي ، وأبا عاصم النبيل ، وعفان بن مسلم ، وعبيد الله بن موسى ، ويحيى بن الحماني ، وأحمد بن حنبل ، وهناء بن السري ، وهارون بن معروف ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وهشام بن عمار ، ورحيما وغيرهم من أهل العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، ومصر ، وكان قد رحل واكثر السماع والكتابة وصنف المسند .
كان أثبت من أبي بكر بن أبي شبية ، قال الدارقطني : أحمد بن منصور الرمادي ثقة ، توفي سنة 265 ، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة ، وصلى عليه ابراهيم بن أرملة الأصبهاني (2).
هـ ـ مغيرة بن محمد المهلبي :
أبو حاتم مغيرة بن محمد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي الأزدي المتوفى 378 (3).
____________
(1) تهذيب التهذيب 1 : 83 . تاريخ بغداد 5 : 151 . ميزان الاعتدال 1 : 158 . معجم البلدان 3 : 66 . الشذرات 2 : 149 . طبقات الحفاظ : 251 .
(2) تاريخ بغداد 5 : 151 .
(3) تاريخ بغداد 13 : 195 . النديم : 121 .
كان أديباً اخبارياً ثقة ، حدث عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، ومسلم بن ابراهيم الأودي ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، وعبد الغفار بن محمد الكلابي ، وعمر بن عبد الوهاب الرماحي ، والنضر بن حماد المهلبي ، وهارون بن موسى الفروي ، والنصر بن محمد الأودي ، وسليمان الشاذكوني ، واسحاق بن ابراهيم الموصلي ، روي عنه هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات ، ومحمد بن خلف بن المرزبان ، ويوسف بن يعقوب بن اسحاق بن البهلول ، ومحمد بن يحيى الصولي ، وغيرهم وهو من أهل البصرة ، ورد بغداد وحدث بها وقال : دخلت على المتوكل فمثلت بين يديه قائما ، قال فقال : انتسب ، فقلت انا المغيرة بن محمد فقال :
قال : فغمزني سيف حاجبه ، فقال لي أجبه ، قال فقلت : والله يا أمير المؤمنين لقد بر قسم أخي يزيد ـ وكان يزيد حاضرا ـ حين يقول :
لوجهك أحسن الخلفاء وجها * وأسمحهــم يدين ولا أحابي
قال : فجعل يردد الشعر حتى حفظه واجازني بسبعة آلاف درهم (1).
و ـ أبو بكر الوزان :
أبو بكر أحمد بن اسحاق بن صالح بن عطاء الوزان البغدادي المتوفى 281 (2).
حدث ببغداد وسر من رأى ، عن مسلم بن ابراهيم الفراهيدي ، والربيع بن
____________
(1) تاريخ بغداد 13 : 195 .
(2) تاريخ بغداد 4 : 28 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق