السَّقِيفَةُ وَفَدَكْ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323 هـ
اصدار
مكتبة نينوى الحديثة
طهران ناصر خسرو ـ مروي
تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
( 1 )
السَقّيفة وفَدكُ
لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي
المتوفى ـ 323هـ
رواية
عز الدين عبدالحميد بن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 656
تقديم وجمع وتحقيق
الدكتور محمد هادي الأميني
1
اليوم ، وان محمد بن مسلمة كان معهم ، وأنه هو الذي كسر سيف الزبير (1).



____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 48 ومحمد بن مسلمة بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حادثة ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي المتوفى 43 بالمدينة ، من انصار عمر بن الخطاب ومن ملازميه واعتزل الخروج مع الامام علي ( عليه السلام ) فلم يشهد الجمل ولا صفين ولاه عمر على صدقات جهينة ؛ وكان عند عمر معدا لكشف الأمور المعضلة في البلاد ، وهو كان رسوله في الكشف عن سعد بن أبي وقاص حين بنى القصر بالكوفة . الاصابة 3 : 383 .
(2) ندر : سقط .
(3) أبو الحسن النضر بن شميل النحوي البصري نزيل مرو ، مات 204 ، كان اماما في العربية والحديث وهو اول من اظهر السنة بمرو وجميع خراسان وكان اروى الناس عن شعبة واخرج كتبا كثيرة لم يسبقه إليها احد ولي قضاء مرو . تهذيب التهذيب 10 : 437 . الشذرات 2 : 7 . بغية الوعاة : 404 .
(4) ابن أبي الحديد 6 : 48 .
فأخرجه ، وقال : يا خالد ، دونك هذا ، فأمسكه خالد وكان خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس أرسلهم أبو بكر رداءا لهما ، ثم دخل عمر فقال لعلي : قم فبايع فتلكأ واحتبس (1) فأخذ بيده وقال : قم فأبى ان يقوم ، فحمله ودفعه كما دفع الزبير ثم امسكهما خالد ، وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا ، واجتمع الناس ينظرون ، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال ، ورأت فاطمة ما صنع عمر . فصرخت وولولت ، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن ، فخرجت الى باب حجرتها ، ونادت ، يا أبا بكر ، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله ، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله .




____________
(1) احتبس : توقف .
(2) ابن أبي الحديد 6 : 48 . لقد تواترت الأحاديث ان فاطمة ماتت وهي وجداء على أ بي بكر ، اخرج البخاري في باب فرض الخمس عن عائشة : ان فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله ( ص ) سألت أبا بكر الصديق ( رض ) بعد وفاة رسول الله ( ص ) أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله ( ص ) مما أفاء الله عليه ، فقال أبو بكر : ان رسول الله ( ص ) قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، فغضبت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت . الغدير 7 : 226 .
(3) مات في عهد المتوكل العباسي وكان قد توارى في أيام المأمون فكتب إليه بعد وفاة الامام الرضا ( عليه السلام ) يدعوه الى الظهور ليجعله مكانه ويبايع له واعتد عليه بعفوه عمن عفا من أهله وما أشبه هذا من القول ، فأجابه عبد الله برسالة طويلة يقول فيها : فبأي شيء تغرني ، ما فعلته بأبي الحسن ـ صلوات الله عليه ـ بالسم الذي أطعمته اياه فقتلته .
مقاتل الطالبيين : 415 . تنقيح المقال 2 : 219 . جامع الرواة 1 : 513 . فهرست الشيخ : 197 .
ابنة نبي مرسل ، وماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها (1).



____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 49 .
(2) ابن أبي الحديد 6 : 50 .
(3) ابن أبي الحديد 6 : 51 .
(4) أبو علي الحسن بن الربيع البجلي البوراني المتوفى 220 ، محدث من أهل الكوفة ـ قدم بغداد وحدث بها ، تاريخ بغداد 7 : 307 .
فقال : قوموا . إنه لا ينبغي لنبي أن يختلف عنده هكذا . . . فقاموا ، فمات رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك اليوم ، فكان ابن عباس يقول : أن الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله صلى الله عليه واله (1).


____________
(1) ابن أبي الحديد 6 : 51 ، وقال بعد ذكره الحديث ، قلت : هذا الحديث قد خرجه الشيخان محمد بن اسماعيل البخاري ، ومسلم بن الحجاج القشيري في صحيحهما ، واتفق المحدثون كافة على روايته .

(2) ابن ابي الحديد 6 : 52 . حلية الأولياء 1 : 94 ، 64 . مجمع الزوائد 8 : 314 . كفاية الطالب : 164 ، وفي هذه المصادر هكذا : إن تولوها عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا ، مهديا ، يحملكم على الحجة البيضاء ، والصراط المستقيم .
(3) من شيوخ المؤلف مرت ترجمته في المقدمة .
(4) غزوة مؤتة ، كانت في جمادي الأولى سنة 8 . وسرية اسامة بن زيد وقعت في اليوم الثامن والعشرين من صفر بدأ به ( ص ) مرض الموت .
وسر على بركة الله ، فقال : يا رسول الله ، إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة منك ، فقال : سر على النصر والعافية فقال : يا رسول الله إني أكره أن اسأل عنك الركبان ، فقال : انفذ لما أمرتك به ، ثم اغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقام اسامة فتجهز للخروج ، فلما أفاق رسول الله صلى الله عليه وآله ، سأل عن اسامة والبعث ، فأخبر أنهم يتجهزون ، فجعل يقول : انفذوا بعث اسامة ، لعن الله من تخلف عنه ، وكرر ذلك ، فخرج اسامة واللواء على رأسه ، والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف(1) نزل ومعه أبو بكر وعمر ، واكثر المهاجرين ، ومن الأنصار اسيد بن حضير ، وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه ، فجاءه رسول ام أيمن يقول له : ادخل فإن رسول الله يموت ، فقام من فوره فدخل المدينة واللواء معه ، فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله ، ورسول الله قد مات في تلك الساعة .


____________
(1) الجرف : موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام : معجم البلدان 2 : 128 .
(2) ابن أبي الحديد 6 : 52 . النص والاجتهاد : 94 .
(3) ابن أبي الحديد 6 : 175 . قال ابن أبي الحديد بعد نقله الحديث : أعلم أن أصل هذا الخبر قد رواه أبو الفرج علي بن الحسين الاصفهاني في كتاب الاغاني ، باسناده الى الحارث بن حبيش قال : بعثني سعيد بن العاص - وهو يؤمئذ امير الكوفة من قبل عثمان - بهدايا الى المدينة وبعث معي هدية الى علي عليه السلام وكتب إليه : اني لم أبعث الى أحد اكثر مما بعثت به ا ليك الا الى أمير المؤمنين ، فلما أتيت عليا عليه السلام وقرأ كتابه قال : لشد ما يخطر علي بنو أمية تراث محمد ( ص ) اما والله لئن وليتها لانفضنها نفض القصاب التراب الوذمة .






____________
(1) الربذة : قرية من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز . معجم البلدان 3 : 24 .
واصبر حتى تلقى نبيك صلى الله عليه وآله وهو عنك راض .




____________
(1) يعني مصر والبصرة ، كان والي مصر عبد الله بن سعيد بن أبي سرح أخا عثمان من الرضاعة ، وكان على البصرة عبد الله بن عامر ابن خاله لأن ام عثمان أروى بنت كريز ، وعبد الله بن عامر ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس .






والأوس والخزرج في نسعة (1) ، أفتحمل لعلي عليه السلام ما أتاه اليك .


____________
(1) النسعة : بكسر النون ، حبل عريض طويل نشد به الرحال .
(2) ابن أبي الحديد 8 : 252 . الغدير 8 : 301 .
(3) الصحيح احمد بن منصور الرمادي ، وقد ذكرنا ترجمته في المقدمة .
(4) الاداوة : بالكسر اناء صغير من جلد .
وحوله نفر سكوت لا يتكلمون ، كأن على رؤوسهم الطير ، فسلمت ثم جلست ، فلم اسأله عن شيء لما رأيت من حالهم وحاله ، فبينما انا كذلك إذ جاء نفر فقالوا : أنه أبى أن يجيء قال : فغضب وقال : أبى أن يجيء ، اذهبوا فجيئوا به ، فان أبى فجروه جرا .





بينهما كلام حتى غضبا ، فقال عثمان : ألست الذي خلفك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم تبوك ، فقال علي : ألست الغر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يوم أحد .



____________
(1) ابن أبي الحديد 9 : 3 .
(2) أبو نصر محمد بن قيس الأسدي الوالي الكوفي ... كان من الثقاة روى عنه حفيده وهب ابن اسماعيل بن محمد بن قيس ، والثوري وشعبة وعلي بن مسهر ، وحفص بن غياث ، ويحيى بن سعيد الأموي ، ووكي ، وأبو نعيم وآخرون . تهذيب التهذيب 9 : 412 .
(3) يصفن : يضرب .
قال : فسكت عنه ثم كان من الأمر بعد ما كان (1).




____________
(1) ابن أبي الحديد 9 : 21 . الغدير 9 : 114 بلفظ آخر . تاريخ اليعقوبي 2 : 140 .
الأنصاري ـ قال : مشيت وراء علي بن أبي طالب ، حيث انصرف من عند عمر ، والعباس بن عبد المطلب يمشي في جانبه ، فسمعته يقول للعباس : ذهبت منا والله ، فقال : كيف علمت ، قال : ألا تسمعه يقول : كونوا في الجانب الذي فيه عبد الرحمن لانه ابن عمه ، وعبد الرحمن نظير عثمان وهو صهره ، فإذا اجتمع هؤلاء فلو أن الرجلين الباقيين كانا معي لم يغنيا عني شيئا ، مع أني لست أرجوا إلا أحدهما ، ومع ذلك فقد أحب عمر أن يعلمنا أن لعبد الرحمن عنده فضلا علينا ، لعمر الله ما جعل الله ذلك لهم علينا ، كما لم يجعله لأولادهم على أولادنا ، أما والله لئن عمر لم يمت لأذكرته ما أتى الينا قديما ، ولأعلمته سوء رأيه فينا ، وما أتى الينا حديثا ، ولئن مات ـ وليموتن ـ ليجتمعن هؤلاء القوم على ان يصرفوا هذا الأمر عنا ، ولئن فعلوها ـ وليفعلن ـ ليرونني حيث يكرهون ، والله ما بي رغبة في السلطان ، ولا حب الدنيا ، ولكن لأظهار العدل والقيام بالكتاب والسنة .



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق